Author Archives: poisonrain

اللويبدة .. أجمل الجميلات

. شتى ايلول

إنها اللويبدة

أجمل الجميلات

بلادي التي لي بها ذكرى … وأي ذكرى…

ولي بها قطرة في سحاب ايلول

وربما يكون لي فيها قبر يحتويني

وقد اخترت الصور ادناه بعدستي الخاصة

فعساها تعجبكم

انا مثل تلك الطيور الهاربة الى المجهول…

احسدك ايتها الطيور ..

فانت حره ..

اما انا فمكبلة….

مقيدة…(في تلك الصورة التي تطير بها الطيور بين الاشجار في اللويبده)

ابحث عن ذالك النور الذي ينتهي من ذلك النفق المظلم ..

الخانق…(الذي يظهر في تلك المنحوته من قبل احد الفنانين والتي كانت موجوده في متنزه اللويبدة )

ابحث عن ظل يقيني حرارة الشمس ..

مثل ظل تلك الورقة ….(في تلك الصورة التي تستظل بها الورقة بالورقة ..سبحان الله )

ظهرت تلك الدارة الرائعة(مؤسسة خالد شومان) التي تقبع في قلب اللويبدة وهي عبارة عن بيت قديم كان لاحد القادة العثمانيين وسكنها اشخاص تولوا مناصب رفيعة في المملكة الاردينة الهاشمية….
كانت على الدوام ملاذا لي …..

عندما تهب علي عواصف الماضي وتقذف بي ريح المستقبل اهرب الى تلك الداره
في اللويبدة (في احدى الصور تظهر جزئية منها)
فراشات تتطاير هنا وهناك غير كل الفراشات …احسها ترافقني …تمشي وتطير معي وعلى وقع خطاي…
تهمس لي بكلمات …ليست كالكلمات…افهمها وحدي…
في اللويبدة

الغصن الاخضر يظهر لونا لم اره بحياتي

تظهر به القلوب الخضراء بين الحجارة

تخيلوا معي روعة الصورة(وهي تلك الصورة التي تظهر بها تلك الشجرة لاتي تحمل ربما قلب عبد الوهاب … او قلب احدهم حيث يخرج القلب الاخضر من بين الحجارة الصماء..الباردة ..القاسية ..)

وبين كل ذلك تسترق النظر إليك وأنت تتجول في شوارع اللويبدة تلك البيوت المهجورة

التي تذكرني بأغنية فيروز..

وأبواب

ابواب

شي غرب

شي صحاب

شي مسكر وناطر تيرجعوا الغياب

واه

آه الأبواب(حيث يظهر احد تلك الابواب العتيقة ..الباب المحفور عمري فيه…امام اسم المدونة …حيث لم يظهر لان الصفحة لا تستوعب ملفات اخرى مرفقة )

بتلك الصور وبتلك الكلمات ومن اللويبده

اختتم ايلول

فختامها مسك


يا ريت

النجاة

الظل

الدارة

قلب اخضر من الحجارة

شاورما ريم . جبل عمان

الأردن يطلق مشاريع ضخمة في عمان القديمة

.نشر في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ  30 اغسطس 2001

تشهد العاصمة الاردنية قريبا انطلاق عدة مشاريع تتمثل في تجميل منطقة عمان القديمة التي ترخز بأكثر من موقع اثري خاصة المدرج الروماني وفي انشاء متحف وطني كبير، وذلك بهدف دعم حركة السياحة الى المملكة التي تأثرت نسبيا بالتوتر السائد في المنطقة. وصرح امين عمان نضال الحديد لوكالة الصحافة الفرنسية ان المشاريع التي يبدأ انطلاقها الشهر المقبل تهدف الى «اعادة تأهيل منطقة عمان القديمة والى تعزير السياحة عن طريق تشجيع السياح على اطالة مدة اقامتهم في المملكة». وقدر معدل اقامة السياح في الاردن للعام 2000 بـ2،4 ليلة.

وحسب تصميم المشروع الذي حصلت الوكالة على نسخة منه، سيتم بصورة خاصة انشاء ثلاثة مواقع بانورامية للسياح بالاضافة الى ثلاثة ممرات تصل بين هضبة جبل القلعة وبين المنطقة التجارية بالمدينة لتسهيل حركة السياح. كما يشمل المشروع تزويد المنطقة بنوافير ونظام اضاءة حديث وتغطية ارضيتها ببلاط بعضه من البازلت الذي يتناسب وتاريخ المنطقة وسيتم انشاء اكشاك ومحلات حديثة لبيع منتجات الصناعة التقليدية الاردنية، بالاضافة الى اعادة انشاء ساحة سيارات النقل العام والخاص في المنطقة. وستقوم الامانة كذلك باعادة تشييد وطلاء واجهات بعض المحلات التجارية بالمنطقة على طراز معماري عربي.

على صعيد آخر، وعلى مسافة قريبة من وسط المدينة، ينتظر ان يطلق العام المقبل مشروع انشاء متحف وطني في عمان على مساحة 10 آلاف متر مربع سيكون الاول من نوعه في المملكة. وتقدر الكلفة المبدئية له بـ5،17 مليون دولار وتظهر تصميمات المشروع ان المتحف سيزود بنظام تفاعلي حديث يسمح للزائر بالحصول على اجابات عن استفسارته عن تاريخ الاردن وسيضم عدة اقسام وقاعات اثرية تبرز تاريخ المملكة بدءا من العصر الحديدي وانتهاء بالعصر الحديث مرورا بالعهود الرومانية والنبطية والهيلينية والاسلامية. وسيضم المتحف كذلك قسما «ملكيا» يركز على تاريخ الاسرة الهاشمية المالكة في الاردن بدءا من مؤسسها الشريف الحسين بن علي (1853 ـ 1931) وصولا الى العاهل الشاب الملك عبد الله الثاني.

يذكر ان عمان القديمة التي توجد الآن في قلب العاصمة اطلق عليها البطالسة «فيلادلفيا»، التي تعني الحب الاخوي، في القرن الثالث قبل الميلاد. وتضم المنطقة الى جانب المدرج الروماني وقاعة الموسيقى اللذين شيدا في القرن الثاني الميلادي، هضبة جبل القلعة التي تحوي اعمدة رومانية واطلال كنيسة بيزنطية وقصرا امويا شيد في القرن الثامن الميلادي بالاضافة الى متحف آثار صغير.

ويقع في المنطقة التي تعد من اكثر مناطق عمان ازدحاما الجامع الحسيني الكبير الذي شيد عام 1922 على اطلال مسجد من العصر الاموي، بالاضافة الى شارعين تجاريين رئيسيين هما شارعا الهاشمي والامير طلال بالاضافة الى ساحة سيارات. وصرح الملحق الثقافي الياباني في عمان كوجي تاهارا لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحكومة اليابانية ستمول نسبة كبيرة من مشروع اعادة تأهيل عمان القديمة وانشاء المتحف الوطني عن طريق «قرض ميسر يبلغ اجمالي قيمته 5،58 مليون دولار بمعدل فائدة ميسر يصل الى 2،2% ويتم سداده على 25 عاما مع فترة سماح من سبع سنوات». ويشمل القرض كذلك تمويل اربعة مشاريع سياحية اخرى في الاردن. وتعد منطقة عمان القديمة الى جانب مدينتي البتراء (جنوب) الزاخرة بالاثار النبطية وجرش (شمال) المشهورة بآثارها الرومانية اهم المناطق الاثرية الاردنية واكثرها جذبا للسياح.

والقى تدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية بظلاله على تدفق السياح غير العرب الى الاردن، حيث تشير أحدث احصاءات وزارة السياحة الاردنية الى انه في النصف الاول من العام الجاري انخفض عدد السياح الاوروبيين الى 457،128 مقابل 848،158 في الفترة نفسها من العام 2000، وانخفض كذلك عدد السياح الاميركيين بنسبة 39% في فترة المقارنة نفسها من 177،70 الى .42.787 وفي المقابل، زاد عدد السياح من العرب بنسبة 4،20% ومن اسرائيل، وغالبيتهم العظمى من عرب اسرائيل، بنسبة 2،16% خلال النصف الاول من العام الجاري، حيث بلغا على التوالي 627،369 و927،76 مقابل 869،306 و158،66 في النصف الاول من العام الماضي.

ولعناية السياح العرب تحديدا، تعتزم امانة عمان بمناسبة اختيار عمان كعاصمة للثقافة العربية في العام 2002 تحويل احد شوارع منطقة غرب عمان الحديثة في حي الشميساني الى «شارع ثقافي». ويؤكد الحديد ان الشارع وهو بطول 300 متر وعرض 15 مترا سيضم معارض فنية تشمل اعمالا نحتية وخزفية واكشاكا لبيع الكتب والصحف ومسرحا مظللا لالقاء الشعر وتقديم العروض المسرحية ودار سينما في الهواء الطلق، بالاضافة الى معرض للكتاب. وتتخلل الشارع زراعات وممرات مائية صغيرة على ان يسمح بمرور السيارات بصورة محدودة على طرفي الشارع. وفي الاطار نفسه، تعتزم الامانة من جهة اخرى تزيين عدد من ساحات العاصمة بأربع لوحات جدارية من تصميم فنانين عرب وأردنيين.

المنسف الاردني

سها جميل مراسلة العربية تعد تقرير عن المنسف الأردني و تتذوق المنسف بعد الانتهاء من اعداده

القصة القصيرة فـي الأردن – الجذور والتحولات

.محمد المشايخ

بدأ فن القصة في زمن مبكر جدا من حياة الانسان على الارض، حين كانت القصة تقدم على شكل حكاية للمستمعين البدائيين، وكانت القصص النثرية قد ظهرت قبل الملاحم الشعرية في الأدب اليوناني في القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد، مختلطة فيها الحوادث الممكنة في الواقع، مع المغامرات والسحر والأحداث الخارقة، ثم ظهرت في الأدب الروماني في أواخر القرن الأول بعد الميلاد، أما العصور الوسطى وبدايات عصر النهضة، فقد شهدت قصص المخاطرات المعتمدة على الأساطير والجنيات والخوارق والفروسية، حتى كانت قصص الايطالي «بوكاشيو» التي ظهرت في كتاب عام 1355، والتي نقلت فن القصة خطوة مهمة نحو الواقع، ثم كانت قصص الاسباني «سرفانتس» التي قلدت الفروسية تقليدا ساخرا، وفي القرنين السادس عشر والسابع عشر ظهرت في الأدب الاسباني قصص الشطار، وتأثرت القصة في القرن السابع عشر بالكلاسيكية، ثم تطور هذا الفن الحديث حتى عرفته أوروبا في القرن الثامن عشر، وحدد النقاد آنذاك طولها ما بين 1500و10000كلمة، ورأوا أنها تمثل حدثا واحدا في وقت واحد، وتتناول شخصية مفردة أو حادثة مفردة أو مجموعة من العواطف التي أثارها موقف مفرد، وأنها حوادث وأفعال، تقع في زمان ومكان، وتصدر عن أناس أو تقع لهم، ويجمعها القاص بأسلوبه الخاص، كما حددوا لها أربعة أركان هي: الحادثة، الشخصية، العقدة أو الحبكة، الأسلوب.

ولدى استقصاء الجذور التاريخية لفن القصة في الأدب العربي، لا بد من الاشارة إلى ان العرب في جاهليتهم كانوا يمتلكون حكايات يتلهون بها ويسمرون، أما القصص الأولى فقد رواها الطبري في تاريخه، وتم استبعاد القصص الغزلي المتمثل في أخبار العذريين المتفرقة، لأنها تحتاج إلى قدر كبير من التناسق والربط بين الأحداث والشخصيات، ولدى الحديث عن القصة العربية، يتم التوقف عادة عند نوعين من القصص، أحدهما مترجم، ويتمثل في «كليلة ودمنة»، و«ألف ليلة وليلة» وثانيهما عربي أصيل، ويتمثل في «المقامات»، أما القصة العربية بمعناها الحديث، فقد بدأت متأثرة بالقصص المعروفة في أدبنا القديم في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، حيث بدأ الوعي الفني ينمي جنس القصة من موردها الناضج في الآداب الأخرى، وأخذ الوعي الفني الخلاق بالنضج، وبدأ أدباء العربية يبدعون قصصا تتصل بعصرنا وبيئتنا وتتفاعل مع مجتمعاتنا، وكان تأثر قصاصينا أولا بالكلاسيكية باعتبارها مذهبا محافظا، ثم تأثروا بالرومانسية خاصة في منهج القصص التاريخية، وفي منهج القصة التاريخية الرومانتيكية في نزعتها العاطفية القومية والوطنية، ومن ثم بدأت القصة العربية تتأثر بالاتجاهات الفلسفية والواقعية في معالجة الحقائق الكبرى أو المشكلات الاجتماعية المهمة.

وهج البدايات

وتشير الدراسات التي تؤرخ للحركة الأدبية في الأردن، والتي تدرس فن القصة من خلال أعلامه، أن خليل بيدس، قد كان رائدا لفن القصة القصيرة في فلسطين والأردن وفي الوطن العربي أيضا منذ مطلع القرن السابق، ثم تتجه الأنظار إلى محمود سيف الدين الايراني حيث بدأ يكتب القصة القصيرة منذ مطلع الثلاثينيات حتى وفاته، وإلى نجاتي صدقي وعارف العزوني وأحمد الدباغ وحنا سويدة وعبدالحميد ياسين الذي ظهرت أولى قصصه عام 1946، وإلى جانب هؤلاء، يستذكر الباحثون د. محمد صبحي أبوغنيمة الذي نشر قصصا في العشرينيات والثلاثينيات، وتجلى ابداعه في قصته الرائعة «الله محبة»، وشكري شعشاعه صاحب كتاب «ذكريات» وعبدالحليم عباس صاحب رواية «فتاة من فلسطين» التي يعتبرها الباحثون أول قصة تتعرض لنكبة فلسطين وتشرد أهلها، أما اسحق موسى الحسيني صاحب «مذكرات دجاجة» فيرى النقاد انه كتب القصة وهو ليس من أهلها، ثم يظهر الراحل محمد أديب العامري صاحب الاتجاه الاخلاقي في القصة الأردنية من خلال مجموعته «شعاع النور»، بينما يعتبر الراحل حسني فريز، صاحب «قصص ونقدات» رائدا لمذهب النقد الاجتماعي المباشر في القصة الأردنية، أما قصص الراحل عيسى الناعوري (طريق الشوك، خلي السيف يقول، بيت وراء الحدود) فقد صنفت ضمن الاتجاه الرومانسي، أما القصص التي كتبها أمين فارس ملحس في مجموعاته (من وحي الواقع، أبومصطفى وقصص اخرى، ذيول) وتحديدا ما بين أربعينيات وثمانينينات القرن الماضي، فقد صنفت ضمن القصص الشعبي، وكان محمد سعيد الجنيدي من كتاب القصة النفسية التحليلية، وخاصة في مجموعتيه (الدحنون، الله والشيطان)، أما أحمد العناني فتصنف قصصه ضمن الاتجاه الفكري الأخلاقي والمثالي، ومثله يوسف العظم الذي تبدت في قصصصه وقصائده مواقفه الأخلاقية السامية، وراوحت سميرة عزام بين الرومانسية والواقعية في مجموعاتها: (أشياء صغيرة، الظل الكبير، الساعة والانسان)، وفي مجموعة «عابرو سبيل» مثلت نجوى قعوار فرح الاتجاه الاجتماعي في القصة، أما عقلة حداد، الذي ظهرت مجموعته الأولى في منتصف الخمسينيات بعنوان «جسر تحطم» فقد مهد الطريق للاتجاه الواقعي في القصة المحلية.

ويمكن اعتبار عقد الخمسينيات من القرن الماضي، بداية لتكوين القصة القصيرة بملامحها المتميزة في الأردن، فقد شهدت هذه الفترة انقلابا كبيرا في الحياة الفكرية، ولعبت الظروف السياسية دورا خطيرا في تشكيل الملامح الثقافية، إبتداء من هجرة فلسطينيي 1948إلى أراضي دول عربية أخرى، الأمر الذي أحدث تغييرا في البنى المكانية والاقتصادية والاجتماعية في الدول التي هاجر إليها اللاجئون، فأصبح المجتمع الجديد في المملكة مرتعا للمعاناة الفكرية والأدبية، وقد استمر معظم كتاب القصة الذين ظهروا حتى نهاية الخمسينيات في عطائهم، حتى كانت بداية الستينيات التي أفرزت جيلا واكب عمليات التجريب التي شهدها الوطن العربي على صعيد فن القصة، وفي الوقت نفسه استخدم أشكالا قصصية حديثة تراوحت ما بين الرمزية والتجريدية والسريالية، وساهم في إعادة بناء القصة القصيرة كشكل فني متميز في الساحة الأردنية، ومن رواد ذلك الجيل القاصون: خليل السواحري، محمود شقير، مفيد نحلة، نمر سرحان، جمال ابوحمدان، فخري قعوار، فايز محمود، سالم النحاس، تيسير سبول، فؤاد القسوس، عصام موسى، ماجد ذيب غنما، يحيى يخلف، فاروق وادي، أحمد الخطيب، صبحي شحروري، ماجد أبوشرار، رشاد ابوشاور، ولم يكن ذلك يعني النهاية بالنسبة للأجيال القصصية السابقة التي صمت معظمها، واستمر بعضها، وخاصة: فؤاد القسوس الذي كتب أول قصة عام 1949 وواصل الكتابة في الخمسينيات وما بعدها، وتم تصنيف قصصه ضمن الواقعية المثالية، أما شقيقته ميسر القسوس الطرزي فكتبت آنذاك القصص الوطنية والاجتماعية والتربوية، اما الأدباء: محمود سيف الدين الايراني، أمين فارس ملحس، عيسى الناعوري، فقد واصلوا العطاء القصصي الذي وازى نشاط القصاصين الشباب الذين ساهمت مجلة «الأفق الجديد» المقدسية (1961-1965) في احتضان أعمالهم الابداعية المتقدمة، والتي تتخلص اتجاهاتها على النحو التالي:

1. الاتجاه الواقعي الاجتماعي الذي يميل إلى تحليل الواقع وتناقضاته وفقا لمنظورات جدلية، ومن أبرز الاسماء التي كانت تنضوي تحت إطار هذا الاتجاه: خليل السواحري، محمود شقير، فخري قعوار، يحيى يخلف، وقد طرأت فيما بعد تطورات على الاتجاه القصصي لمعظم هؤلاء.

2. الاتجاه الواقعي الملتزم بالقضية الفلسطينية، وقد عكف أصحاب هذا الاتجاه على معالجة ذيول المأساة الفلسطينية وتفرعاتها من خلال شكل قصصي شبه تقليدي مع ميل إلى الرومانسية، ومن أبرز ممثلي هذا الاتجاه: ماجد أبوشرار، محمد أبو شلباية، نمر سرحان، صبحي شحروري.

3. الاتجاه الرمزي الذي يختلف في طبيعته بين كاتب وآخر ممن يندرجون تحت إطاره، وإذا كان ثمة سمات مشتركة تجمع بين القصص التي تنضوي تحت هذا الاتجاه، فهي السرد الشعري، ومحاولة استبدال الواقع بالرمز، ومن أبرز ممثلي هذا الاتجاه: جمال أبوحمدان، وبدر عبدالحق.

4. الاتجاه الفلسفي: ويمثله بشكل أساسي كل من: فايز محمود وأمين شنار، ويمكن أن نطلق عليه مجازا اسم الاتجاه المثالي الذي يتناول الفكرة الفلسفية، ويجعل منها أساسا للعمل القصصي، وتغدو بذلك الأحداث والشخوص مجرد أدوات تدور حول هذه الفكرة.

5. الاتجاه الرومانسي:ليس بالامكان إدراج قاص بعينه في هذا الاتجاه، رغم أن هناك قصصا لأكثر من قاص تندرج تحت هذا الاطار، إلا ان مفيد نحلة يمكن أن يكون من أبرز ممثلي هذا الاتجاه.

6. أما تيسير سبول وسالم النحاس فتتميز أعمالهما الابداعية بمضامينها السياسية وتكثيفها للغة السرد والارتفاع بها إلى مستوى الشعر. إصدارات ريادية أما المجموعات القصصية التي صدرت في الأردن خلال السنوات 1948-1967، فهي حسب تاريخ صدورها: من وحي الواقع (أمين فارس ملحس) عبدالحميد الأنشاصي (عطف أم وقصص أخرى) شعاع النور (محمد أديب العامري) الأخوات الحزينات (نجاتي صدقي) وطنية خالدة وأزاهير الصحراء (روكس العزيزي) طريق الشوك (عيسى الناعوري) مع الناس (محمود سيف الدين الايراني) المجنون يعشق الموت (ميشيل الحاج) خلي السيف يقول (عيسى الناعوري) قصص ونقدات (حسني فريز) الدحنون (محمد سعيد الجنيدي) عشر أقاصيص مصورة (عبدالحميد ياسين) عائد إلى الميدان (عيسى الناعوري) ما أقل الثمن (الايراني) حبة البرتقال (أحمد العناني) يا ايها الانسان (يوسف العظم) الشيوعي المليونير (نجاتي صدقي) متى ينتهي الليل(الايراني) وهناك أربع مجموعات قصصية نشرت بعد عام 1967، ولكن قصصها تنتمي إلى هذه الفترة وهي: ابومصطفى (ملحس) صور مبتداها يافا (ابراهيم سكجها) ذلك المجهول (سليمان موسى) المعطف القديم (صبحي شحروري). وتتضح من كتاب (فهرست القصة القصيرة في الأردن 1920-1967) الذي أعده د.خلف خازر الخريشة، وأصدره مركز الدراسات الأردنية في جامعة اليرموك، الأرقام التالية:

1.أن عدد القصص الأردنية القصيرة التي تم نشرها في الصحف والمجلات المحلية والعربية خلال السنوات التي يغطيها الكتاب المذكور(1481) قصة قصيرة، منها (1186) قصة معروفة المؤلف، و(96) قصة لم يكتب مؤلفوها أسماءهم الحقيقية، بل كتبوا رموزا وأسماء مستعارة بدلا منها، و(209) قصص قصيرة تمت الاشارة إلى انها لكتاب مجهولين.

2. أن الأردن قد شهد خلال السنوات المذكورة نبوغ (579) قاصا وقاصة، تمت معرفة أسماء(342) منهم، وبقي (237) قاصا وقاصة غير معروفي الأسماء.

ومع نكبة 5 حزيران 1967 تشكل عامل جديد أثر في تطور القصة القصيرة في الأردن، وكرس ضغطا في الوسط الثقافي أدى إلى هجرة بعض القصاصين من فلسطين المحتلة اختيارا، أو إبعادا كما هو الحال لدى خليل السواحري، محمود شقير، نمر سرحان، واتسعت المعاناة، وصار مجتمع المخيم واقعا اجتماعيا مفروضا لا سبيل إلى تجاهل التعبير عن معاناة أهله فنيا وبكل الوسائل المتاحة، واستمرت الأسماء الشابة في عطائها الذي بدأ يغلب عليه الطرح الواقعي التسجيلي حينا، مع محاولة طفيفة لاختراق حركة الواقع وابراز حالات الفعل فيه أحيانا.

قصص السبعينيات

ورغم مغادرة بعض القصاصين للمملكة في السبعينيات ومنهم: يحيى يخلف، رشاد أبوشاور، فاروق وادي، الا ان هذه الفترة شهدت ظهور رابطة الكتاب الأردنيين التي أسهمت في دفع فن القصة خطوات سريعة ومتقدمة إلى الأمام، عدا عن رعاية القاصين، واتاحة الفرصة أمامهم للنشر، او للقراءات القصصية وما يتلوها من تعقيبات نقدية ونقاشات بحثية مهمة، كما شهدت السبعينيات أيضا ظهور مبدعين جدد في فني القصة والرواية منهم: عدي مدانات، هاشم غرايبة، يوسف ضمرة، هند ابو الشعر، ابراهيم العبسي، جمال ناجي، سهير التل، الياس فركوح، خليل قنديل، أحمد عودة، مصطفى صالح، يوسف الغزو، محمد طمليه،، عزمي خميس، عمر عدس، عصام الموسى، عدنان علي خالد، جمعة شنب، قاسم توفيق، وليم هلسة، أنور أبو مغلي، منذر رشراش،، نمر أحمد نمر، فؤاد القسوس، سعادة أبو عراق، عطيه عبدالله، محمود الزيودي،، محمد داوديه، عبدالله الشحام، عيسى الجراجرة الضمور، ابراهيم خليل، وليد سليمان، أحمد جبر، محمد عيد، رجاء ابو غزالة، تريز حداد، زهرة عمر، محمد الجالوس، محمد عيد، عبدالغني عبدالهادي.

ومع حلول السبعينيات، بدأت القصة في الأردن تتبوأ مركزها الحقيقي، حيث تميز انتاجها القصصي بالتنوع والزخم وسمو التجربة والتطوير الفني الواضح، حيث استوعب كتاب تلك المرحلة التجربة الطويلة الصعبة السابقة، وصار لما يكتبونه هوية وخصوصية، أعطت لتجربتهم نفسا محليا لا يتوقف عند نموذج أو شكل أو حالة، وأدى هذا بالكتاب إلى الشعور بالثقة بتجاربهم الفنية، مما سمح بالتجريب من حيث الشكل للوصول إلى لغة خاصة، تتميز بالتركيز والتحلل من التفاصيل، والايجاز في الاستعمال مع ميل واضح إلى الايحاء والتداعي والتصوير الذكي، الأمر الذي أدى إلى اشراك القارئ وتفاعله، فما عاد مجرد متلق، لأن نصوص هذه المرحلة أصرت على طرح معضلات الشخصية العربية والمحلية، وورطت القارئ وجرته إلى ساحة معركته فنيا، وبشكل لم يسبق له مثيل.

أما المضامين، فقد تنوعت وانفرشت على أرضية واسعة، صحيح أن نماذج هذه المرحلة تطرح حالة الفشل والاحباط، وتفوح منها رائحة الحزن والغربة وفقدان العلاقات، وبهتان صورة الحلم، ذلك ان جيل السبعينيات عايش فترة حرجة على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وتشرب قوة وفورة الاندفاعة القومية، لكن أحداث نكسة حزيران صدمته، وانهزم الحلم في مخيلات الكتاب بما جرته النكسة من آثار لاحقة. وفيما يلي عناوين المجموعات القصصية التي صدرت خلال السنوات (1970-1980) كما اوردها الناقد عبدالله رضوان في كتابه «النموذج» (ص163-164): أحزان كثيرة وثلاثة غزلان(جمال ابوحمدان) أصابع في الظلام (الايراني) أقاصيص أردنية، حكايا جديدة (الناعوري) 3أصوات (خليل السواحري، فخري قعوار، بدرعبدالحق) حكايات الفارس المدحور(عصام الموسى) حين لا ينفع البكاء (أحمد عودة) حكاية الأسوار القديمة (مفيد نحلة) لماذا بكت سوزي كثيرا، ممنوع لعب الشطرنج (فخري قعوار) أبومصطفى وقصص أخرى (أمين فارس ملحس) العبور من دون جدوى (فايز محمود) مقهى الباشورة (خليل السواحري) خبز الآخرين، الولد الفلسطيني (محمود شقير) الخجول (نمر أحمد نمر) التحديق في ملامح الغربة (تريز حداد) الذاكرة والزمن (عدنان علي خالد) آن لنا أن نفرح (قاسم توفيق) المطر الرمادي (ابراهيم العبسي) العربات (يوسف ضمرة) البيت القديم (يوسف الغزو) زعتر التل (أحمد عودة) الأبله (فايزمحمود) وأنت يا مأدبا (سالم النحاس) الصفعة (الياس فركوح).

أما مجموعة القاصة سميحة علي خريس(مع الأرض) الصادرة عن دار الأيام في الخرطوم عام 1978، ومجموعتها (أوركسترا) الصادرة عام 1998 عن دار الكندي في اربد، فتمثلان تحولات الواقع والابداع معا، وتعبران عن قدرتها على استثمار مختلف منجزات السرد القصصي لتمس الحياة الانسانية بكل ما فيها من شمول وعمومية، مع الانحياز لـ «الجنوسة» أحيانا، وتصنفان ضمن الواقعية بأبعادها النقدية والسحرية. ونشير بالايجاب هنا إلى بعض الأعمال القصصية الصادرة خارج المملكة، والتي لم يوفها النقاد حقها عند صدورها، وهي «وديع والقديسة ميلانة وآخرون» للأديب الراحل غالب هلسا التي صدرت عن دار الثقافة الجديدة في القاهرة عام 1968، وأعادت دار ازمنة إصدارها في عمان عام 1982، ومجموعات الراحل «مؤنس الرزاز»: «البحر من ورائكم» الصادرة عن وزارة الثقافة والاعلام في بغداد عام 1976، و«مد اللسان الصغير في مواجهة العالم الكبير»، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 1982، و«النمرود» الصادرة عن المؤسسة نفسها عام 1980. وفيما يلي أسماء عدد من كتاب القصة القصيرة في الأردن، الذين نشروا مجموعات قصصية في الثمانينيات، مرتبة حسب الأحرف الهجائية: (ابراهيم خليل، ابراهيم سكجها، ابراهيم العبسي، أحمد ابوعرقوب، د.أحمد الزعبي، أحمد جبر، أحمد عودة، أكرم النجار، الياس فركوح، أمين فارس ملحس، انصاف قلعجي، أنور ابومغلي، تريز حداد، جمعه شنب، د.جواد العناني، حيدر قفة، خالد محادين، خليل قنديل، خالد محمد صالح، خليل السواحري، خير الحناوي، رغدة الشرباتي، رجاء ابوغزالة، زليخة ابو ريشة، زهيرة زقطان، سامية العطعوط، سحر ملص، سعادة ابوعراق، سعود قبيلات، سليمان الموسى، سميحة علي خريس، سمير نصار، سهير التل، شحادة الناطور، صبحي فحماوي، طلعت شناعه، طه الهباهبة، عائشة الرازم، عبدالله الشحام، عبدالحميد الانشاصي، عدنان علي خالد، عدي مدانات، عصام الموسى، عقلة حداد، علي حسين خلف، علي اللوزي، علي عبيد الساعي، عيسى الجراجرة، غنام غنام، فخري قعوار، د.فواز طوقان، فوزالدين البسومي، فيصل عوكل، قاسم توفيق، ماجد غنما، محمد الجالوس، محمد خليل، محمد الصورباهري، محمد طمليه، محمد عيد، محمد كعوش، محمد مشه، محمود الريماوي، محمود شقير، مصطفى صالح، مفيد نحله، ممدوح ابودلهوم، منير الهور، منيرة شريح، منيرة قهوجي، نايف قطناني، هاشم غرايبة، هدى ابو غنيمة، هند ابو الشعر، وليد يوسف، وليم هلسة، يوسف ضمرة، يوسف الغزو، يوسف يوسف.

ومنذ عام 1990، وحتى العام الجاري 2005، واكبت الحركة الأدبية الأردنـــــية، جملة التطورات التي شهدتها الحياة الثقافية العربية والعالمية، فانعكست معطياتها على مختلف الأجناس الأدبية، وفي مقدمتها القصة القصيرة، التي ساهم في تطويرها جماليا وموضوعيا، كوكبة من كتاب القصة الذين ظهروا إبان هذه الحقبة، بالاضافة الى زملائهم الذين حملوا راية الابداع الأدبي الملتزم، ولا بد من التوقف عند أبرز سمات هذا الفن، التي ساهم في رسم ابرز معالمها جيل جديد من كتاب القصة، الذين ظهرت مجموعاتهم القصصية وعرف القراء أسماءهم لأول مرة بعد ذلك العام، دون الانتقاص من دور الأجيال السابقة في إثراء فن القصة، حيث ما زالت قصصهم تحظى باهتمام النقاد، وتساهم في إبراز الوجه المشرق للقصة العربية، مؤكدين قبل الغوص في التفاصيل، ان كتاب القصة القصيرة في الأردن قد عكسوا في قصصهم إبان هذه الحقبة، سلسلة من الأحداث الكبيرة المؤثرة، والتي يأتي في مقدمتها: الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982، الحرب العراقية الايرانية، الانتفاضة الفلسطينية، التحول الديمقراطي، حرب الخليج، المسيرة السلمية، وممن نشروا مجموعات قصصية، او نشروا أعمالهم القصصية في الصحف والمجلات، خلال السنوات 1990-2005،(حسب الأحرف الهجائية) القاصون: ابراهيم جابر، ابراهيم زعرور، ابراهيم العجلوني، ابراهيم عقرباوي، ابراهيم عوض الله، ابراهيم غبيش، أحمد أبو حليوة، أحمد جبر، أحمد كايد، أحمد الزعبي، أحمد طمليه، أحمد عودة، أحمد النعيمي، اسعد العزوني، الياس فركوح، د.أمين يوسف عودة، أميمة الناصر، أمينة الحجوج، انتصار عباس، انصاف قلعجي، أنور أبومغلي، د.باسم الزعبي، بسمة فتحي، بسمة النسور، بسمة النمري، تريز حداد، تغريد قنديل، د.توفيق أبو الرب، تيسير ابو ارشيد، تيسير نظمي، جعفر العقيلي، د.جلال فاخوري، جمال ابو حمدان، جمال القيسي، جمال ناجي، جمعة شنب، جميلة عمايرة، جواهر رفايعة، حاتم رشيد، حزامة حبايب، حسام الرشيد، حسين الطريفي، حنان بيروتي، حنين حمودة، حيدر قفة، خالد محادين، خالد محمد صالح، خلود جرادة، خليل السواحري، خليل قنديل، رسمي أبو علي، رشاد أبو شاور، رشاد رداد، رفعت العلان، رفقة دودين، رمزي الغزوي، رمضان رواشدة،ريم قاسم، زكي الغول، زياد ابو لبن، سالم النحاس، سامي محريز، سامية العطعوط، سحر ملص، سعادة ابو عراق، سعود قبيلات، سلوى باجس، د.سليمان الأزرعي، د.سليمان الطراونة، سميحة علي خريس، سميحة المدني، سمير الشريف، سمير اليوسف، سميرة ديوان، سناء الشعلان، سهير التل، صابر المقبل، صادق عبدالحق، صالح القاسم، صباح المدني، صبحي فحماوي، صفية البكري، طلعت شناعه، طه الهباهبة، عباس أرناؤوط، عبدالله اليماني، عبدالكريم النجداوي، عدنان نصار، عبلة حمارنة، عدي مدانات، عزمي خميس، عطاف الزميلي، عقلة حداد، علا عبيد،علي طه النوباني، عماد مدانات، عمار الجنيدي، د.غسان عبدالخالق، غنام غنام، د.فايز رشيد، فايز محمود، فخري قعوار، فواز الحموري، قاسم توفيق، كوثر الجندي، كوثر عياد، ليلى الأطرش، ليلى الحمود، ماجد ذيب غنما، ماجد غنما، ماجدة العتوم، مجدولين ابو الرب، محمد جميل خضر، محمد خروب، محمد خليل، محمد السمهوري، محمد سناجلة، محمد طحيمر، محمد طاهات، محمد طمليه،محمد عيد، محمد مشه، د.محمد القواسمة، محمد الجالوس، محمد غالب المدادحة، محمد طحيمر، محمود شقير، محمود الريماوي، د.محمود عبابنه، مخلد بركات البخيت، د.مريم جبر، مريم عويس، مصطفى إخميس، مفلح العدوان، مفيد نحلة، ممدوح ابو دلهوم، منال حمدي، منذر ابو حلتم، منذر رشراش، منيرة صالح، منيرة قهوجي، مهند النابلسي، مهند ساري، نادر الرنتيسي، ناديا العالول، نازك ضمرة، نايف قطناني، نايف النوايسة، نبيل عبدالكريم، نوال عباسي، نعيم الغول، نمر سرحان، نهلة الجمزاوي، نواف ابو الهيجاء، هاشم غرايبة، هاني ابو نعيم، هاني الطيطي، هزاع البراري، د.هند ابو الشعر، وليد سليمان، وليد السيلاوي، وليم هلسة، يحيى القيسي،يحيى النمراوي، يوسف جميل ابو داهود، يوسف ضمرة، يوسف الغزو، يوسف يوسف.

وفيما يلي أبرز سمات قصص هذه الفترة، مع ذكر اسماء مبدعيها وعناوين مجموعاتهم القصصية:

الحداثــــــة

شارك كتاب القصة الأردنية القصيرة إبان هذه الفترة في إثراء الحوار الدائر حول الحداثة باعتبارها حركة ترمي الى التجديد ودراسة النفس الانسانية من الداخل معتمدة في ذلك على وسائل فنية جديدة، وطبقوا في قصصهم سماتها الايجابية وهي:
- الديمومة التي تعني ان يعيش الشعور زمن الموضوع، بحيث يتماهى زمن الموضوع على زمن الشعور في وحدة واحدة.
- التنبؤ الذي يدفع لرؤية ما لم يوجد بعد، بل يفهم كشيء ما سيوجد إن عاجلا أو آجلا، الرؤية التي تدفع بالمبدع إلى السير نحو الطرق غير المعروفة لديه.
- الخلق: وهو إنتاج شيء جديد مختلف بطريقة مطلقة عن بقية الأشياء، وهو يأتي بالمفاجئ والمباغت والمطلق واللامشروط، وهو يكون من الممكن الذي يمكن ان يصبح عينيا، فهو خروج وانكشاف الجزء من الممكن بواسطة الوعي.
- التصور: وهو حركة يتم بها الاستدلال والتحجيج والتشبيه والتفتيت والتجميع وإعادة التجميع والتأليف. ومن ابرز الكتاب الذين انعكست السمات الايجابية للحداثة في قصصهم: سميحة خريس في مجموعتها: أوركسترا الصادرة عام 1998،وجواهر رفايعة في مجموعتيها القصصيتين: الغجر والصبية 1993 أكثر مما أحتمل 1996، وجميلة عمايرة في مجموعتيها: صرخة البياض 1993 سيدة الخريف 1999، ومحمد سناجلة في مجموعته وجوه العروس السبعة 1995، ورمضان رواشدة في مجموعتيه: انتفاضة وقصص أخرى 1989 وتلك الليلة 1995، وانصاف قلعجي في مجموعتيها: للحزن بقايا فرح 1987 ورعش المدينة 1990، ومحمد خروب في مجموعته: في زمن الفصل 1991.

وكنموذج على استيعاب كتاب القصة لبعض السمات الايجابية للحداثة في قصصهم، نقدم جزءا من مقطع من قصة (اسق العطاش) للقاصة انصاف قلعجي المنشورة في مجموعتها القصصية (رعش المدينة) والتي قسمتها الى 4 مقاطع: (الزمن يتحرك، قوى خفية تحرك الزمن، ينبثق الكون. خلايا مجهولة تتوالد «لعلها التاريخ» من تقاطع خط الزمن السائر من غير منبع الى غير مصب. وخط الكون المنبثق الى أعلى في زاوية قائمة سرعان ما تزول. الخلايا تتفشى وتترك شيئا كالجماجم على حافتي نهر الزمان. يبقى الزمن رغم كل الشوائب صافيا. يسير الزمن ويزيل عن كاهله كل الحمولات التي خلفها التاريخ القذر. خلايا مجهولة تنبض بالنشيد. قوى تحارب ولكن ليست كمرض الايدز. هم فاغرو الأشواق ضد الزمن الجائع اللائب. خلايا تهجم على القبور. موكب الحريق يقترب. يدخل من سياج الحديقة. فوق الشوك. فوق الدم. الحريق يسحبهم. لكنهم رافعو الهامات والقامات. ترى رؤوسهم كأنها السحب الداكنة السائرة مع قمم الجبال البعيدة).

جولة في اللويبدة

جولة الكاميرا

تجوّلت كاميرا “اللويبدة” في اللويبدة، وكانت حصيلتنا الصور المنشورة، وهي تحكي قصّة التحوّلات التي جاءت بها السنون، لتحفر في الصخر ذكريات لا تنسى. فتكسي الأهلي، الذي نقل سكّانه في أرجاء عمّان مهدّد بالهدم لأنّ عمارة كبيرة ستقام إلى جواره، ومحلّ الأفغاني الشهير، الذي تخصّص بالتحف الشرقية لم يستطع مواجهة تيار التنقّل فغادر إلى عمّان الغربية، ومدرسة ضرار بن الأزور التي خرّجت الآلاف هناك من عبث بلوحتها، فلا تعرف إلاّ أنّها تأسست في الخمسينيات، أمّا عمارة أبو غالب، عدنان البوريني، التي تستضيف جمعية القدس الخيرية، فما زالت على حالها، ترفض التنقّل، لعلّها إشارة إلى أنّ القدس ستظلّ على حالها دوماً. في الصورة مفارقة سيارة جمعية بورين الخيرية تتوقف أمام المبنى، الذي يضمّ أيضاً مكاتب “اللويبدة”.

أوّل مختار للويبدة
ومن ذكريات الجبل أنّ المرحوم محمد علي زينب الفاعوري، أوّل مختار للويبدة، ولد في مدينة السلط العام 1901 وارتحل إلى عمّان مع مجموعة من أصدقائه في العام 1921، وخلال تواجده في عمّان إنضم إلى جيش الأمير فيصل لمقاومة الفرنسيين في سوريا، واعتقل وسجن في جبل الدروز لمدة سنتين، حيث تعلّم في  السجن القراءة والكتابة. بعد عودته إلى عمّان عمل في مجال النقل والتجارة ما بين فلسطين والعراق.
في العام1936 شارك في مظاهرات عمّان تأييدا لثوار فلسطين ضد الإنجليز واليهود، في شارع الملك فيصل، حيث إصطدم هو ومجموعة من أصدقائه مع موكب المندوب السامي آنذاك (بيك باشا) فاعتقلوا وأودعوا في سجن المحطة، وأفرج عنهم بعد فترة وجيزة من قبل سمو الأمير عبدالله بن الحسين طيّب الله ثراه.
وفي العام 1944 إرتحل من منزله في شارع الهاشمي إلى جبل اللويبدة، وسكن على دوّار الحاووز، حيث لم يتواجد في ذلك الوقت إلا بعض البيوت التي كانت تسكنها عائلات منها: واصف باشا البشارات، وسمير الّرفاعي، ونقولا غنما، وسليمان النابلسي، وأحمد علوي السقاف، ومحمد علي العجلوني، وعبد القادر الجندي، ومحمد أبو عزام وهاشم الدّباس، وعبد القادر طاش، وتيسير ظبيان، وعبد الكريم الهنداوي، وخلال العام 1948-1950 أسس شركة عملت في مجال النقليات والتكسيات، وعين كأول مختار لجبل اللويبدة في العام 1952 وبقي حتى العام 1967، وتوفاه الله في العام 1970 ، وعيّن إبنه الأكبر خلفاً له ليتولّى منصب المختار، وبقي حتى العام 2006 حيث توفّاه الله
.عن مجلة اللويبدة

المنسف والملوخية

تحاول السطور التالية دحض صحة الاعتماد على ثنائية “المنسف والملوخية” كأساس لواحد من أهم الانقسامات الثقافية في المجتمع الأردني. أو قل إنها – أي هذه السطور- ستحاول إثبات ضحالة محتوى هذه الثنائية الشهيرة، وذلك بتتبع سريع لتاريخ طرفيها أي تاريخ كل من المنسف والملوخية.
يتعين أولاً الإشارة إلى دقة المهمة التي نحن بصددها هنا، فهي ليست نفي الانقسام على العموم، بل فقط نفي صحة وجدوى الاعتماد على المنسف، والملوخية كأساس لهذا الانقسام، وذلك دون الخوض في أفضلية أي منهما على الآخر لا على المستوى الغذائي ولا على المستوى الثقافي.

فتش عن الجميد

يعتبر الجميد العنصر المحدد الرئيسي للمنسف والمميز له عن باقي الوجبات، وكلمة “المميز” هنا لا تعني “الأهم”، لأن كثيرين سيجادلون وعن حق بأن اللحم يتفوق في الأهمية على ما سواه من مكونات المنسف بما فيها الجميد، لكن المقصود هنا أن غياب الجميد ينفي وجود المنسف من أساسه، فلا يمكن اعتبار اللحم مع الرز او البرغل منسفاً، أي لا يمكن أن نسمي هذا المزيج منسفاً حتى لو أضفنا عبارة “بلا جميد”، لأنه ببساطة لا وجود لمنسف بلا جميد. بينما يمكننا بوجود الجميد مع الرز أو البرغل الحديث عن “منسف بلا لحم”، بل إن محلول الجميد وحده بعد طبخه يمكن أن نسميه “شوربة منسف”. ولعل هذه الميزة، أو دور الجميد الخاص، هي التي مكنت الناس بعدئذ من تطوير المنسف “على جاج”، وهو التطوير الذي أثار في مرحلة لاحقة احتجاجاً اتخذ صيغة تقول: “منسف عجاج ما بنفع أردنية” بحسب مقطع الأغنية التي أصبحت شهيرة مؤخراً.
على هذا، فإن الإلمام بتاريخ المنسف يمكن أن يتم عن طريق تتبع مسار الجميد. وبالتدقيق في تاريخ بلاد الشام من زاوية لبنية/ جميدية، يتبين لنا أن الجميد عُرف في أكثر من منطقة، وعموما فهو معروف في مناطق البادية تحديداً، ثم أنه كعنصر ثقافي كان ينتشر بحسب طبيعة الصلات الاجتماعية والاقتصادية التي سادت في الماضي غير البعيد،عندما كانت المنطقة تنقسم بشكل أفقي وليس عمودياً كما هو الحال في المراحل اللاحقة، وهو ما يعني أن جزءا لا يستهان به من أنصار الملوخية تمكنوا من التعرف على الجميد وعلى المنسف أيضاً، في زمن يسبق بكثير نشوء تلك الثنائية مدار البحث.

خضراء “أم ريالة”

أما نقاش مسألة الملوخية فيتطلب مدخلاً آخر، باعتبارها وجبة أحادية العنصر وهو نبات الملوخية تحديداً. فصحيح أنها لم تكن معروفة هنا قبل قدوم أنصارها، وأن هؤلاء هم الذين نقلوها الى أنصار المنسف، لكن الدكتور عادل يحيى، الباحث الفلسطيني المختص بالتاريخ الشفوي،في كتابه “اللاجئون الفلسطينيون: تاريخ شفوي” أورد حقيقة من شأنها أن تنفي صحة الاعتماد على الملوخية كعنصر تفوق ثقافي، فقد أشار الى أن اللاجئين من منطقة الساحل الفلسطيني عندما قدموا الى مناطق الضفة الغربية التي كانت تسمى عندهم “منطقة الجبل”، عابوا أول الأمر على سكانها باعتبارهم “يا دوب كانوا يعرفوا الملوخية”،وأن أهل الساحل هم الذين عرّفوا أهل الجبل على باقي الأشياء وطوروا خبراتهم بالدنيا. استنادا الى ذلك يمكن وضع فرضية مفادها أنه لا يجوز لعنصر اعتبر في وقت من الأوقات مؤشرا على نقص ثقافي عند جماعة معينة، أن يستخدم في مرحلة لاحقة باعتباره عنصر تفوق ثقافي عند الجماعة نفسها.
فضلاً عن أن أنصار المنسف في حالتنا لم يقبلوا الملوخية بهذه الصفة كما سيأتي تفسيره لاحقاً.

أكثر من وجبة

على العموم، يمكن ملاحظة أن ثنائية “المنسف والملوخية” لم تكن شأنا ثابتاً أو دائماً في العلاقة بين أنصار كل منهما. زمن الالتقاء الجماهيري الأول بعد اللجوء، يثبت أنه لا أنصار المنسف ولا أنصار الملوخية استخدموهما في الدفاع الثقافي الذاتي. ففي بداية زمن الالتقاء ذاك، لم يكن ممكناً للمنسف أو الملوخية أن يتصدرا اهتمامات أنصارهما الثقافية أو السياسية، فقد كانا ينظران معاً وبانشغال شديد الى عدو واحد أجبر أنصار الملوخية على نقل زراعتها الى مكان آخر غير مكانها الطبيعي حيث يجوز الاعتزاز بها، مثلما أفرغ هذا العدو المنسفَ من لذته الخاصة عند أنصاره، وهي لذة مسنودة الى اعتبار أن المنسف ليس مجرد وجبة،بل هو شبكة كبيرة معقدة من العلاقات والمعاني والدلالات التي تتأثر في حالة الشعور بالهزيمة، وهو شعور شمل آنذاك وما زال، طرفي معادلة المنسف والملوخية.
في ذلك الزمن لم يكن يُنظَر الى اللجوء باعتباره عيباً يتطلب إشهار سلاح الملوخية بغية الرد عليه، كما لم يكن ينظر الى استقبال اللاجئين باعتباره كرماً سياسياً يتطلب تعزيزه بالمنسف.
لكن العلاقة بين المنسف والملوخية شهدت المزيد من التعقيد، فأنصار المنسف لم يعترفوا بأية صورة من الصور بالملوخية كعنصر تفوق، بل إن أوساطاً واسعة منهم أطلقت عليها تسميات مليئة بالدلالات السلبية مثل “ام ريالة” بعد أن حددوا موقفاً واضحاً وحاسماً من لزوجتها، وهو موقف كان في بدايته غذائيا بحتاً ولم يُحمّل بالدلالات الثقافية، إلا في مرحلة لاحقة.

ما بعد المنسف والملوخية

مع هذا فإن الملوخية أصبحت كثيفة الحضور عند أنصار المنسف بعد أن تحولت الى وجبة شعبية عابرة للأصول والمنابت، وأبسط دليل على ذلك الانتشار الجماهيري الواسع لجلسات تقطيع وفرم وتفريز الملوخية. (تنويه: ان التماس المباشر لكاتب هذه السطور باعتباره نسيباً لأنصار الملوخية، كشف له أن الجلسات الخاصة بالتقطيع والفرم والتفريز أقل إتقانا عند “مُحْدثي الملوخية” مقارنة بـ”أصيلي الملوخية”، مع انه أي كاتب هذه السطور له موقف تاريخي رافض لها، وربما كانت هي الوجبة الوحيدة التي لا يأكلها مطلقاً وذلك في موقف غذائي أصيل، خال من أية أبعاد ثقافية كما أنه سابق لوقوع حادثة النسب مع أنصارها).
المنسف بدوره اتخذ مسارا عابرا للانتماءات، وهو الآن ينقسم من حيث الإتقان على أسس لا علاقة لها بوجود الملوخية أو عدمها في لحظة القياس، وذلك رغم ما يقال أحياناً عن أن أنصار الملوخية “يعملون عزيمة على منسف وعينهم على الملوخية”، وهي عبارة تعتبر من آخر تجليات الدفاع عن تلك الثنائية العتيدة.
أخلص هنا الى تقديم الأطروحة التالية: إن استخدام المنسف والملوخية كأساس للانقسام الثقافي،مرده الى محاولة الطرفين تجاوز القضايا الكبرى التي واجهتهما، وبخاصة في العلاقة مع العدو المشار اليه أعلاه، وهذا السلوك هو صنف معروف من التمويه تجريه الشعوب لتلافي مآزقها الكبرى.

مثل هذه الخلاصة من شأنها إذا قُبلت، أن تشكل تبرئة لكل من المنسف والملوخية مما لحق بهما من تشويه على يد أنصارهما اللذَيْن كانا على هذا الصعيد أشبه بـ”طنجرة ضغط” وغطاها. نقول طنجرة ضغط لا مجرد طنجرة عادية، لأنه في هذه الأخيرة تختلف أهمية الطنجرة عن الغطاء، بينما في طنجرة الضغط يتساوى الطرفان في الأهمية أو ربما قلة الأهمية عند لحظة القياس

. السجل

المها العربي

شكلت ثلاثينيات القرن الماضي تحولا خطيرا في حياة المها العربي التي كانت تجوب فيافي صحراء الجزيرة العربية والاراضي الصحراوية في العراق وسوريا والاردن بكل حرية وامان.. ففي ذلك الوقت تطورت ادوات الصيد وبدأت اعداد هذا الحيوان الجميل تقل بتسارع مخيف على أيدي الصيادين . وبتوالي الاعوام انقرض هذا الحيوان الجميل بعد ان كان يجوب الصحارى باعداد كبيرة مما استدعي التنبه لهذا الخطر عالميا وعربيا ومحليا حيث عثرت لجنة من المنظمة العالمية لصون الطبيعة والمصادر الطبيعية للمحافظة على المها من الانقراض عام1961 بعد رحلات مضنية على اربعة رؤوس من المها في صحراء الربع الخالى عند الحدود بين اليمن ومسقط فتم ارسالها الى كينيا لاجراء عمليات الاكثار.

ويقول المختص بمشروع الاطلاق التجريبي لقطيع المها العربي في منطقة رم عبد الرحمن الحساسين انه بعد ذلك كان من الضروري ايجاد مجموعة أخرى فتبرعت جمعية المحافظة على الحيوانات في لندن في عام 1963 بانه سيتم ارسالها الى حديقة فينيكس بولاية أريزونا بالولايات المتحدة الامريكية لتربيتها هناك مع قطيع حيث كانت عدة دول عربية قد اهدت رؤوسا من المها الى هذه الحديقة لتكون بداية القطيع العالمي من المها.

وفي المملكة شكل عام 1975 بداية رحلة العودة للمها العربية الى صحرائه بعد غياب 80 عاما عندما تولت الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة اعادة توطين المها في محمية الشومري كموقع مناسب لاعادة توطين المها العربية وفعلا وصلت ثلاثة رؤوس من المها من دولة قطر ليصل العدد الكلي في عام 2000 الى130 رأسا. ويضيف انه تم تنفيذ المرحلة الاولى للاطلاق التجريبي للمها في وادي رم حيث تم أنشاء منطقة مسيجة داخل المحمية وضع فيها عشرة رؤوس تم أحضارها من محمية الشومري.

وسيتم البدء في المرحلة الثانية حيث سيتم أحضار عدد من الاناث من اجل تكاثر المها في المحمية حسب الحساسين الذي اوضح كذلك ان هذا العمل الدؤوب بدأ فيه الاردن منذ ثلاثين عاما. وفي عام 1998 تم تأسيس منطقة رم الطبيعية والتي كان أحد أهدافها اعادة تأهيل الموائل الطبيعية ومنها المها العربي فتم ابرام اتفاقية ما بين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة لتنفيذ مشروع وادي رم السياحي والحفاظ على العناصر البيئية في المنطقة.

مدير محمية رم محمود البدور قال ان المحمية تؤمن لحيوان المها البيئة المناسبة لتكاثره حيث ستكون مستقبلا نقطة جذب سياحي. واضاف ان البيئة في رم تعد من النوع الهش ولذلك تم تقسيم المحمية الى منطقتين الاولي للنباتات ويسمح فيها بركوب الجمال والخيل وتسلق الجبال فقط والمنطقة الثانية لاستخدام السيارات.

ويتم في هذه المحمية اجراء البحوث العلمية والمحافظة على المعالم الطبيعية الموجودة في المنطقة لا سيما وأن المنطقة تحوي أنواعا من النباتات والحيوانات بالاضافة الى أن هناك ما يزيد على120 نوعا من الطيور تأتي في فترات الصيف والربيع وبداية الخريف.

ويؤكد البدور ان ادارة المحمية ستنظم برنامجا سياحيا لمراقبة هذه الطيور في بداية العام القادم لتكتمل بذلك جماليات وادي رم.

وورد ذكر حيوان المها قديما حيث يقول الفيلسوف أرسطو ان قدماء المصريين كانوا يربطون قرني عجل المها الصغير مع بعضهما البعض حتي ينموان كقرن واحد ويعتقد انه من هنا جاءت أسطورة الحيوان الخرافي ذي القرن الواحد.

وحيوان المها ذو وبر قصير وغير كثيف أبيض ناصع لعكس الحرارة ويقوم بنفث البخار لتبريد جسمه بدلا من أفراز العرق مما يقلل من كمية المياه المفقودة0 وتنتمي المها العربية الى عائلة الظباء ومن بين الانواع الخمسة الموجودة في العالم تعيش المها العربية في بيئة من أشد البيئات حرارة وأكثرها جفافا وتأقلمت مع هذه الاحوال لكونها اصغر حيوانات المها حجما الا ان لونها اكثر بياضا واقل خطوطا. وفي اشهر الصيف الحارة تقضي المها معظم ساعات نهارها في الظل بينما تسعي لسد رمقها في الليل وهو ما يساعدها على المحافظة على برودة جسمها وتوفير المياه 00وبياض وبرها يجعل من الصعب رؤيتها عندما تكون في الظل.

ولعل المصدر الرئيسي للمياه بالنسبة للمها هو المياه التي تحتويها النباتات التي تأكلها في الصباح ويمكن أن تعيش المها لعدة شهور دون أن تشرب. ويتراوح وزن المها البالغ ما بين 70 الى90 كيلو غراما والعمر الافتراضي لها في البرية من 13 الى 19 سنة وفترة حملها 5ر8 شهر وفي السنوات الخصبة تستطيع الانثى ان تحمل وتلد بمعدل مرة كل عام.

.عن اخبار اربد

الحجة خضرة

في بلدة حور في محافظة اربد عاشت المرأة الحديدية مثلما يسميها ابناء القرية قرابة المائة واربعة اعوام لم تشكو يوما من ألم في الجسم أو فاقة أو ضيق في الحال ، مواظبة على الصلاة ، حجت ثلاثة مرات ، كانت أوضاع البلد في تلك الاوقات صعبة للغاية ورغم ذلك كانت الحاجة خضرة رحمها الله تتميز بكل الصفات الرائعة من شهامة وجرأة وقوة وجلد وحكمة وغيرها من الصفات النبيلة، قصتها نادرة فيها من الطرافة والغرابة الكثير ، تروي لنا حفيدتها (ام طارق الحوري) ما تذكره من معاصرتها لجدتها وما سمعته من عمتها الحاجة (مشايخ) ابنة المرأة الحديدية التي لا زالت تسكن في قرية حور حتى هذه الايام.

المرحومة الحاجة خضرة مع زوجها المرحوم الحاج فياض

العريس الاول ورويتع وفياض
تقدم أول عريس للحاجة خضرة قبل تسعين عاما، وكان ان رفضته بشدة واحتجت على ذلك بان هربت من القرية وربطت نفسها بشجرة زيتون بعيدة عن القرية وظلت على هذا الحال الى ان اقتنع اولياء أمرها بعدالة قضيتها وتم رفض العريس الاول ، أما الثاني وكان يدعى (رويتع) فقد خطبها ولم تكمل حياتها معه ، أما العريس الثالث فقد أكملت معه بقية عمرها وهو فياض محيميد الحسان وانجبت منه اربعة اولاد وثلاثة بنات .

الكرم وحسن الضيافة
تميزت الحاجة خضرة بنفسها الطيبة وكانت تحب كل الناس والكل يحبونها ، وكان من المألوف لرجال الدرك ان يأتوا ليلاً للمختار في القرية للراحة وكان المختار (مفضي محيميد الحسان) شقيق زوجها يستضيفهم في (المضافة) وحال ان تسمع ان لديهم ضيوفا تقوم باعداد (الهفيت) وخلال أقل من ساعة يكون الطعام جاهزاً لهم .
ويروى انها لم ترد أحداً طلب منها طعاماً أو ايواءً رغم ضيق ذات اليد يساندها في ذلك زوجها ، وغالباً ما كانت توزع على المحيطين بها (الزلابيا) و (أقراص العيد).

داية ومعالجة
منذ ان وعيت على الدنيا وانا اسمع ان جدتي داية ومعالجة لكثير من الامراض ومعظم نساء القرية قامت الحاجة خضرة بتوليده
ن وأصبحن الان جدات، وكانت تواظب على زيارة المرأة التي تلد لمدة شهرين كاملين وبعد الشهرين تأخذ معها هدية للطفل وتبارك لهم فيه وتودعهم.

أما العلاج فكانت تعالج بالاعشاب مثل (عنزروت ، مرمتشه ، مروحه ، والسرمكه) وهذه الاعشاب كانت تعالج بها النساء والاطفال ، اضافة الى معالجة الاطفال بطرق أخرى مثل وضع الطفل الغير مكتمل النمو تحت (الغربال) ، وطريقة العلاج بالتشطيب ووضع زهرة (السيجارة) مكان التشطيب حتى يبرأ الالم، بالاضافة الى شك الثوم بالخيط وتعليقه في رقبة الطفل حتى يبرأ باذن الله.

ومن الطرق الاخرى المتعلقة بالاطفال صنع (لهايات) الاطفال وذلك بوضع قطعة من الحلوى (الراحة) أو (السكر الفضي) داخل قطعة من الشاش ووضعها في فم الرضيع بعد تثبيتها بخيط مناسب وتكون النتيجة ان يهدأ الرضيع تماما ويستمتع بها.

مراثون الاربعين كيلومتر

في بداية عام 1970 تعرض أحد أحفادها (وليد) الى ضربة قاسية أصابت قدمه ودخل مستشفى ايدون العسكري للعلاج ، وتناهي الى مسامع الجدة أن الطرق سيتم اغلاقها والاوضاع متوترة فكان ان غادرت بيتها في قرية حور فجراً مروراً بقرية سوم ثم كفريوبا فاربد ثم ايدون ودخلت المستشفى وحملت الفتى على كتفها وعادت به بنفس الطريق رغم صعوبة المسير في ظروف الحرب آنذاك ووعورة الطرق الترابية وتحذير الناس لها من الالغام التي كانت منتشرة بكثافة الا انها تمكنت من العودة به سالمة رغم مسافة الذهاب والاياب والتي تقارب الاربعين كيلو متراَ ، وذهل ابناؤها وأهل القرية حين رأوها تحمل الفتى على كتفها و حملاً في حجرها وحين سألها اولادها عن حملها الاضافي قالت انها عرجت على قرية مجاورة عند احدى صديقاتها وقطفت بعض البندورة والبامية في طريق عودتها .

الفتك بالضباع

ما خشيت الحاجة خضرة يوما من الضباع وكانت تسخر ممن يخشاها وكان لها صولات وجولات مع الضباع ، ففي أحد الايام وبينما كانت عائدة الى قريتها مع مجموعة من المرافقات تعرض لهن أحد الضباع فكان ان جعلته يقترب ويقترب حتى قلبت عدل القمح الكبير عليه فصرعته على الفور .

وفي احدى المرات كانت الحاجة خضرة في الاحراش تلتقط الحطب مع بزوغ الفجر واذا بها تسمع أحد سكان القرية وهو الحاج المرحوم …. …….. يركض قائلا (استناني يابا) فعرفت انه (مضبوع) فكان أن اعترضته وضربته بحجر على رأسه حتى استفاق من ركضه وراء الضبع، وبعد دقائق قليلة تبعه المرحوم …. ……. مكرراً نفس العبارات وقامت بنفس العمل وأنقذت حياتهم ولا زال سكان القرية يذكرون هذه الحادثة حتى هذا اليوم.

حادثة غريبة

قبل شروق الشمس توجهت المرأة الحديدية الى قرية فوعرا لتعبئة الماء برفقة ابنتها الحاجة (مشايخ) ومجموعة من نساء القرية وتحديداً الى منطقة تسمى (جحرا) وتبعد هذه المنطقة 10 كيلومتر عن قريتها ، وعند و
صولهن تناولت تنكة الماء والقتها في النبع لتعبئتها وشعرت بمن يضربها على يدها فقالت له (ان كنت جن أنا أجن منك، سايق عليك الله يالي بهالعين تحملني المي) فكان ان تفاجأت بتنكتي الماء على رأسها وسط ذهول النساء المرافقات لها، ومباشرة سمع الجميع صوتاً مدويا مثل هدير الطائرة مر بقربهن وعادوا الى القرية عند الصباح مصدومين مما شاهدوا وسمعوا.

ترميم بيوت القرية

عانى بعض اهالي قرية حور قديما من حاجة بيوتهم الى الترميم ، وتحدثوا في ذلك كثيراً، وفي صباح أحد الايام ُصدم سكان القرية ان البيوت القديمة قد ُرممت ، وأشاروا ببنانهم الى الحاجة خضرة ، وعند سؤالها أنكرت أنها قامت بذلك لوحدها وأشادت بابنتها الحاجة (مشايخ) وبمن ساعدها على هذا الجهد الجبار، وكانت هذه خدمة كبيرة لاهالي القرية في تلك الاوقات الصعبة، حيث كان الرجال يعملون في الحقول من شروق الشمس الى غروبها.

.كتب وأجرى اللقاء : حسان علي عبد – أخبار إربد



الكستناء.. طعم النار فيها فاكهة الشتاء ورفيقة الساهرين

يسمونها رفيقة الساهرين ومسلية الباحثين عن المذاق اللذيذ في ليالي الشتاء الطويلة، ويطلقون عليها خليلة مواقد ومدافئ الحطب والمازوت، فهناك علاقة أزلية؛ حيث تعطيها المدفأة نارها بشكلها اللطيف أما هي فتعطيها منظرا جميلا عندما تشوى على سطح المدفأة.. إنها ثمار الكستناء الشهية التي تعطيها تلك الشجرة الحراجية في فصل الشتاء ولذلك تعتبر فاكهة الشتاء، والزائر لدمشق هذه الأيام الباردة، خاصة في المساء والليل، فسيشاهد الكثير من الباعة وقد أخذوا مكانا لهم على رصيف شارع دمشقي، وبقربهم موقد يعمل على الغاز أو الحطب تخرج منه النار بشكلها اللاهب الأحمر وقد وضع عليها تلك الثمار الداكنة اللون البنية المائلة للسواد يقوم بشيها بعد أن يثقب غلافها السميك نوعا ما، على شكل إشارة الزائد حتى تشوى بشكل جيد وتقشر فيما بعد دون أي إشكال مع القشر السميك أو فقدان جزء من لبها اللذيذ، ويقوم هؤلاء الباعة بتلبية طلبات العابرين الساهرين في الليل بما يريدون من الكستناء المشوية يأخذونها معهم إلى مكان سهرتهم يتسلون بتناولها ساخنة أو يتناولونها وهم يسيرون في سياراتهم بشوارع دمشق وأسواقها في هذا الشتاء القارس. يقول أحد الباعة ويدعى علاء حميد، إنه يأتي بالكستناء من أسواق بيع الخضار والفاكهة في الصباح حيث هناك تجار متخصصون باستيرادها من تركيا أو الصين أو إيران، كون الكستناء المحلية السورية قليلة، ويقوم علاء بتحضيرها في المساء على بسطته لبيعها مشوية لمن يرغب، في حين أن هناك الكثير من الأسر الدمشقية تفضل شراءها نيّئة كما نشتريها نحن من أسواق الشعلان والمرجة واليرموك وغيرها، وتقوم الأسرة بوضعها على سطح المدفأة لفترة زمنية حوالي ربع ساعة تكون حينها قد نضجت وشويت تماما فيتم تقشيرها وتناول لبها بعد أن يتحول لونه من أبيض مصفر إلى أصفر داكن. ويبرر علاء اعتماد الأسر الدمشقية هذا الأسلوب في التعامل مع الكستناء بأنها تحقق للأسرة تمضية وقت مسلٍ وهم يتابعون شي الكستناء خاصة وأن الليل طويل في الشتاء والدمشقيون يستقبلون زوارهم في المساء فيتسلى الجميع بشي الكستناء على المدفأة في طقس اجتماعي عائلي جميل قد يرافقه تمضية الوقت بلعب طاولة الزهر أو ورق الشدة من طرنيب وباصرة و41 وغيرها من ألعاب الورق المعروفة بين الدمشقيين، فتكون التسلية وتمضية الوقت والطعم اللذيذ مع الكستناء المشوية. كما أن الكثير من محضري الكاتوه – وكذلك النساء الدمشقيات اللائي يصنعن قوالب الكاتوه في منازلهن – يزينون بالكستناء المشوية أو حتى النيئة منها قوالب الكاتوه حيث يضعونها بعد بشر الثمار وطحنها وبشكل خشن بالإضافة إلى خلطها مع مفردات التورته لينتج كاتو بالكستناء كما يفعلون مع الفستق الحلبي أو اللوز أو البندق، ولكن هنا يجب أن يؤكل الكاتوه المحشو بالكستناء المشوية بسرعة؛ كونها لا تتحمل التخزين لفترة طويلة، ولكن ينتج بالتأكيد كاتو لذيذ الطعم. كما أن البعض يقدم الكستناء المشوية مع المكسرات كضيافة فاخرة وقيمة. ومن المعروف أن ثمار الكستناء التي تتميز بشكل مسطح متشابه من حيث الحجم واللون كانت توضع منذ القدم على موائد الأغنياء والملوك كغذاء متكامل بسبب طعمها اللذيذ وفوائدها الكثيرة. وهي تتألف من غطاء جلدي سميك نوعا ما ولب متماسك صلب يتحول إلى لب طري جامد بعد عملية الشي، حيث يؤكل اللب ويكون مذاقه لذيذا وذا طعم رائع وهو سهل المضغ والهضم من قبل الإنسان. ويؤكد الباحثون في مجال الغذاء أن اللب يحتوي على نسب كبيرة من النشاء والسكريات والبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية، ولذلك لا ينصح بتناولها من يتبع ريجيم بقصد إنقاص وزنه في حين ينصح خبراء التغذية تناولها من قبل النباتيين الذين يعتمدون في غذائهم على الخضار والحشائش فقط لغناها بالبروتين الضروري لجسم الإنسان، وكذلك ينصحون أصحاب الأجسام النحيفة وذوي البنية الضعيفة بتناولها، كونها تقوي الجسم وتنشطه وتقوي الأعصاب وترمم عضلات الإنسان خاصة لكبار السن وتدعم الشرايين وتطهر الجسم من السموم وتقوي حركة المعدة، كما ينصح هؤلاء الخبراء مرضى المسالك البولية والتهاب الكلي بتناولها كونها تساعدهم على التخلص من ملح الصوديوم الضار لهم من خلال وجود البوتاسيوم بكثرة في ثمار الكستناء.

وشجرة الكستناء عرفت منذ آلاف السنين كشجرة معمرة وللزينة، كما تذكر كتب التاريخ أنها استخدمت كشجرة زينة في حدائق بابل المعلقة، وقد يصل عمرها حتى الألف عام، كما قد يصل ارتفاعها حتى 40 مترا لذلك تعتبر من أهم مفردات التنوع الحيوي في مناطق الغابات، خاصة في مجال التكامل النباتي الحيواني حيث تعطي ثمارها بعد بلوغها الثلاثين من العمر ويستفاد من أوراقها العريضة وغلاف ثمارها كعلف للحيوانات ومن أخشابها في صناعة السفن وبناء المنازل وكحطب للتدفئة، وهي تنمو في الترب العميقة والخصبة وفي المناطق المرتفعة التي تزيد عن ألف متر عن سطح البحر. ويوجد في سورية وتحديدا في منطقة غربي مدينة حمص وسط سورية وفي سلسلة الجبال الساحلية غابة من أشجار الكستناء فقط، في حين تنتشر بشكل محدود في مناطق الغابات الأخرى، ويقدر عدد أشجار الكستناء في سوريا بحوالي 400 ألف شجرة، وقد دخلت زراعتها منذ مئات السنين من تركيا ويقال إن موطنها الأصلي هو اليونان

.جريدة الشرق الأوسط