المها العربي

شكلت ثلاثينيات القرن الماضي تحولا خطيرا في حياة المها العربي التي كانت تجوب فيافي صحراء الجزيرة العربية والاراضي الصحراوية في العراق وسوريا والاردن بكل حرية وامان.. ففي ذلك الوقت تطورت ادوات الصيد وبدأت اعداد هذا الحيوان الجميل تقل بتسارع مخيف على أيدي الصيادين . وبتوالي الاعوام انقرض هذا الحيوان الجميل بعد ان كان يجوب الصحارى باعداد كبيرة مما استدعي التنبه لهذا الخطر عالميا وعربيا ومحليا حيث عثرت لجنة من المنظمة العالمية لصون الطبيعة والمصادر الطبيعية للمحافظة على المها من الانقراض عام1961 بعد رحلات مضنية على اربعة رؤوس من المها في صحراء الربع الخالى عند الحدود بين اليمن ومسقط فتم ارسالها الى كينيا لاجراء عمليات الاكثار.

ويقول المختص بمشروع الاطلاق التجريبي لقطيع المها العربي في منطقة رم عبد الرحمن الحساسين انه بعد ذلك كان من الضروري ايجاد مجموعة أخرى فتبرعت جمعية المحافظة على الحيوانات في لندن في عام 1963 بانه سيتم ارسالها الى حديقة فينيكس بولاية أريزونا بالولايات المتحدة الامريكية لتربيتها هناك مع قطيع حيث كانت عدة دول عربية قد اهدت رؤوسا من المها الى هذه الحديقة لتكون بداية القطيع العالمي من المها.

وفي المملكة شكل عام 1975 بداية رحلة العودة للمها العربية الى صحرائه بعد غياب 80 عاما عندما تولت الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة اعادة توطين المها في محمية الشومري كموقع مناسب لاعادة توطين المها العربية وفعلا وصلت ثلاثة رؤوس من المها من دولة قطر ليصل العدد الكلي في عام 2000 الى130 رأسا. ويضيف انه تم تنفيذ المرحلة الاولى للاطلاق التجريبي للمها في وادي رم حيث تم أنشاء منطقة مسيجة داخل المحمية وضع فيها عشرة رؤوس تم أحضارها من محمية الشومري.

وسيتم البدء في المرحلة الثانية حيث سيتم أحضار عدد من الاناث من اجل تكاثر المها في المحمية حسب الحساسين الذي اوضح كذلك ان هذا العمل الدؤوب بدأ فيه الاردن منذ ثلاثين عاما. وفي عام 1998 تم تأسيس منطقة رم الطبيعية والتي كان أحد أهدافها اعادة تأهيل الموائل الطبيعية ومنها المها العربي فتم ابرام اتفاقية ما بين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة لتنفيذ مشروع وادي رم السياحي والحفاظ على العناصر البيئية في المنطقة.

مدير محمية رم محمود البدور قال ان المحمية تؤمن لحيوان المها البيئة المناسبة لتكاثره حيث ستكون مستقبلا نقطة جذب سياحي. واضاف ان البيئة في رم تعد من النوع الهش ولذلك تم تقسيم المحمية الى منطقتين الاولي للنباتات ويسمح فيها بركوب الجمال والخيل وتسلق الجبال فقط والمنطقة الثانية لاستخدام السيارات.

ويتم في هذه المحمية اجراء البحوث العلمية والمحافظة على المعالم الطبيعية الموجودة في المنطقة لا سيما وأن المنطقة تحوي أنواعا من النباتات والحيوانات بالاضافة الى أن هناك ما يزيد على120 نوعا من الطيور تأتي في فترات الصيف والربيع وبداية الخريف.

ويؤكد البدور ان ادارة المحمية ستنظم برنامجا سياحيا لمراقبة هذه الطيور في بداية العام القادم لتكتمل بذلك جماليات وادي رم.

وورد ذكر حيوان المها قديما حيث يقول الفيلسوف أرسطو ان قدماء المصريين كانوا يربطون قرني عجل المها الصغير مع بعضهما البعض حتي ينموان كقرن واحد ويعتقد انه من هنا جاءت أسطورة الحيوان الخرافي ذي القرن الواحد.

وحيوان المها ذو وبر قصير وغير كثيف أبيض ناصع لعكس الحرارة ويقوم بنفث البخار لتبريد جسمه بدلا من أفراز العرق مما يقلل من كمية المياه المفقودة0 وتنتمي المها العربية الى عائلة الظباء ومن بين الانواع الخمسة الموجودة في العالم تعيش المها العربية في بيئة من أشد البيئات حرارة وأكثرها جفافا وتأقلمت مع هذه الاحوال لكونها اصغر حيوانات المها حجما الا ان لونها اكثر بياضا واقل خطوطا. وفي اشهر الصيف الحارة تقضي المها معظم ساعات نهارها في الظل بينما تسعي لسد رمقها في الليل وهو ما يساعدها على المحافظة على برودة جسمها وتوفير المياه 00وبياض وبرها يجعل من الصعب رؤيتها عندما تكون في الظل.

ولعل المصدر الرئيسي للمياه بالنسبة للمها هو المياه التي تحتويها النباتات التي تأكلها في الصباح ويمكن أن تعيش المها لعدة شهور دون أن تشرب. ويتراوح وزن المها البالغ ما بين 70 الى90 كيلو غراما والعمر الافتراضي لها في البرية من 13 الى 19 سنة وفترة حملها 5ر8 شهر وفي السنوات الخصبة تستطيع الانثى ان تحمل وتلد بمعدل مرة كل عام.

.عن اخبار اربد

Post a comment or leave a trackback: Trackback URL.

أضف تعليق